Loading

السلام عليكم

والله لا اعلم من اين ابدأ

وعذرا ان كانت رسالتي مشوشه

كل ما في الامر انني احاول ان كون شخص جيد.

لا اعلم ان كان من حولي لا يساعدني على ذلك ام انني لا أصلح لأكون شخص صالح.

انا فتاه عمري 23سنه وتخرجت من الكلية في هذه السنة لم يتم على تخرجي شهرين…اشعر ان من بعد ذلك ان حياتي بدأت تتقلب هي متقلبه منذ قدومي للدنيا إلا أنها زادت خلال تلك الفترة.

مبدأياً علاقتي مع اهلي المتوترة…ومع امي خاصه…امي في الستين من عمرها والى هذه اللحظة لا أستطيع التعايش والتأقلم معها فهي ذات شخصيه غريبه عذرا ان قلت ذلك ولكن امي كثيره الكذب حتى عندما تتحدث مع صديقاتها وأنا أنبذ تلك الصفة كثيرا.. أهلي باختصار شديد ظنوا ان التربية هي إعطاء المال للأبناء. نعم لم يبخلوا على أو على إخوتي شيء فكل طلباتنا مجابه.. ولكن والله لا اذكر انني ذهبت لأستشيرهم في امر…

اهلي غير متفاهمين حتى في النقاش الهادئ..

انا على ثقه ان امي لم تكن تريد ان تصبح ام فهي لا تعي معنى الأمومة الا المال وتوفيرها لهم..اعلم انهم لم يحرموني من شيء هم طيبين القلب ولهم نيه سليمة إلا انني بحاجه لمن يتفهم اكثر مما يعطي الاشياء المادية…والله اجد صعوبة في برهم بل صعوبة فائقة حتى انني اعامل صديقاتي معامله افضل منهم ولا اطيق الجلوس معهم…اريد ان احتضنهم ولا استطيع والله اني لم احتضنهم ولم يحتضونني منذ مده طويله جدا حتى عند عودتي من السفر اجد صعوبة في ايصال مشاعر الاشتياق لهم..لم اعتد وهمه لم يبادروا في تربيتي على ذلك وهم لم يقوموا بذلك.

ثانياً: انا في سن الزواج وتقدم لي الخطاب.. الا انني بدأت اقتنع بإن ليست كل فتاه صالحه للزواج وانا من هؤلاء الفتيات لا اريد الزواج من اجل (النصيب) او انه شيء لابد منه لا اريد ان اكون تلك النسخة عن أمي.. لا اريد ان انجب ابناء واتحمل مسؤوليه تربيه قد تصلح او تفسد…ومع ذلك لا اريد ان ابقى وحيده انا حقا غي صراع مع نفسي لا يعلم به الا ربي.

ثالثا: اريد العمل وكسب المال واريد الانفصال عن اهلي تماما…فانا مازلت متمسكة بهم من اجل المال.. اعلم ان تفكيري مادي ولكن حقا اريد ان العمل من اجل المال..

الا انني خائفة من المواجهة في العمل وخائفة من ان يظهر عدم مقدرتي على العمل كما انني اريد ان اتخصص في قسم اخر فانا في العمارة واريد ان ادرس قسم اخر غير ذلك..

انا حقا مشتتة جداً فلم يعد لي ما اقوم به بعد تخرجي من الجامعة

وعذرا ان طالت رسالتي الا انني ارجو ان يتم الرد عليها وعلى كل تلك النقاط برد شافي ولكم مني كل الشكر والتقدير

الإجابة:

أختي الفاضلة أشكر لك ثقتك بالموقع وأسأل الله أن يوفقني للرد عليك الرد الجميل والمقنع والمفيد لك.

أختي الفاضلة: ماذا أبقيت؟ ماذا أبقيت؟ كل حياتك سوداء؟ أمك، وأهلك، وزواجك، وأولادك، ودارستك وتخصصك، وعملك.

أنظري كم مرة قلت لا أريد؟ كم مرة وصفت نفسك ومن حولك سلباً؟

النظرة السوداوية للحياة هي التي تجعلك لا ترين إلا السيء والسيء فقط.

كل الناس يا أخيتي لديهم في حياتهم أمور سيئة لكن الناجحون الواثقون بالله سبحانه لا ينظرون لها إلا من باب الإصلاح والتغيير بل ويجعلونها مصدراً للأجر فهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويصبرون على الأذى كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ “

يا أخيتي أمر طبيعي جدًا أن نجد السيء، لكن ما ليس طبيعي أن نجعله يشمل كل جوانب حياتنا.

أخيتي لم يعد السيء عندك في تعامل الناس معك بل زاد فأصبح حتى تفكيرك المستقبلي عن الحياة.

لذا أول أمر تقومين به هو تغيير نظرتك للحياة وأن تري الحياة بصورة جيدة ومشرقة، وأن تسعدي بنفسك وتسعدي بمن حولك.

دعيني أتطرق لما ذكرت …

أولا: أمك!!! بلغت الستين

يقول صلى الله عليه وسلم: ” إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم” يأمرنا بأن نترفق بالشيبة ونكرمه ونحترمه هذا وهو ليس بقريب ولا رحم بل هو من أحاد المسلمين فما بالك بأعظم قربى واكد رحم، ” الأم ” ولا يخفى عليك ما للأم من بر وصلة وصحبة.

فالمفترض منك أن تحبي أمك، وأن تصبري على كل أفعالها وأقوالها بل أن تبادري بالبر لها دون أن تطلب منك، واعلمي أن والدتك وصلن إلى مرحلة عمرية يصعب فيها تغيير الطباع والتصرفات، فكبير السن يعتبر ما يفعله هو الصحيح وما يقوله يجب تنفيذه،

فأنت اجعلي كل كلامك معاها الحسن اللطيف، وانتقي من الدعوات والعبارات ما يسعدها (الله لا يحرمني هالصوت – أجمل شيء يبدأ به يومي وجهك الجميل ودعواتك)

ثم إن وجدت خطأ فوجهيها بالحسنى واللطف، مع الإكثار من الدعوات والمدح لها.

أختي الفاضلة: أهلك كما وصفتيهم ” هم طيبون القلب ولهم نية سليمة” ومن طيبتهم أن ينفقون ويحسبون تربيتهم بأن لا يجعلون من تحت أيديهم يحتاجون لشيء.

قارني بين وضعك، ووضع من يربي ابناءه على التسول والسرقة ولو أن أهلك يا أخيتي لم يفعلوا لك شيء سوى أنهم جعلوك لا تحتاجين لشي ولا تتسولين وتتكففين الناس لا كفاهم هذا تربية لك وحصانة من حاجة الناس.

أليس هناك من يفعلن المنكرات حتى تحصل على قوتها؟

أليس هناك أهلٌ لا ينفقون على من تحت يدهم؟ بل ويجعلونهم يعملون ويكدحون ثم يأخذوا هم من أبناءهم حصيلة عملهم وجهدهم دون أن يتركوا لأبنائهم شيء.

أختي الفاضلة: أحمدي الله أن أنعم عليك بمثل هؤلاء الأهل، فنعم الأهل هم.

ولنفترض بأن ما تقولينه صحيح، وأن أهلك عديمي المشاعر ولا يهتمون بك كثيراً وهذا أمر خاطئ،

وأنت تعرفين الصحيح والحسن!!! فلما لا تبادرين بفعل الصحيح؟ حتى يروك قدوة حسنة فيتعلموا منك الخير والفضل، فتكسبي بذلك سعادتك بأنك استطعت أن تحصلي على ماكنت محرومة منه، وأيضا تحصلي على أجر تعليمهم الخير.

لما لا تحتضنينهم أنت؟ لم لا تحضني أمك؟ لم لا تتحدثين بمشاعرك تجاههم؟

يا أختي لا يعني أن من حولنا مخطئون أن نخطئ مثلهم، فهم يهتمون بالتربية بالمال، فأنت أيضا الآن تفكرين بالمال وأنك تريدين أن تستغني عنهم بالمال، لما لا تقولين لو أن عندي مال أنفقت منه عليهم كما كانوا يفعلون معي جزاهم الله خير. “فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان”.

لما تتعلمين ممن حولك فقط السيء؟ لما لا تبادري وتكون أنت القدوة الحسنة؟ التي تُصلح من حولها بالحسنى فتصلح نفسها أولا بأن تترك كل التصورات السيئة، وتصلح من حولها فهم يرون فيها القدوة الحسنة والموجه الجيد الصحيح.

ثانيا: الزواج!!!

من كثرة قولك “لا” أصبحت في حيرة ف ” لا” للزواج ولا” التربية ثم ” لا ” للبقاء وحيدة!!!

ماذا سيحصل لو تزوجت مثل الفتيات الأخريات؟ هناك الكثير والكثير منهن سعيدات بحياتهن الزوجية، قد تقولين هناك فتيات حياتهن الزوجية سيئة جداً، وهذا سهل جدًا لكل من يغلب النظرة السلبية السيئة.

الأفضل يا أخيتي: أن تجمعي كيف سعدن السعيدات؟ وكيف فشلن الأخريات؟ فتفعلين الإيجابي وتجتنبي السلبي.

والمسئولية مهما فررنا منها ستلاحقنا أينما كنا، أنت مسئولة عن نفسك، فسوف يحاسبك الله إن فعلت منكر وشهوة وقد فتح الله لك باب الزواج وعُرِض عليك الحلال فرفضتيه بحجة أنك لا تريدين المسئولية.

يقول الله سبحانه: ” لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء” ففي تربية الأبناء، المطلوب منك كأم التربية الصالحة والأمر بالخير، أما الهداية فهي لله سبحانه.

وقد كان من الأنبياء والصالحين من كان أبناؤهم أو أزواجهم أو ذويهم ضالين، ومع ذلك لم يتركوا نصحهم وتربيتهم حتى فرّق بينهم الموت.

أختي الفاضلة: أجعلي لك هدف سامٍ مع أمك، وهدف حقيقي تؤجرين به من الزواج، وهدف من تعليمك، ودراستك، وهدف من العمل فلا تعملي كي تتخلصي من أهلك، أعملي كي تزدادي برًا بهم.

 أعملي كي تنفعي نفسك في الدنيا وفي الأخرة،

أعملي كي تتصدقي،

أعملي كي تنفقي على من تحت يدك،

أعملي كي تفتحي لنفسك أبواب الخير ومشاريع النفع.

أخيرا:

أصلحي ما بينك وبين ربك، سيصلح ربك كل حياتك، توجهي له بالدعاء والبكاء بين يديه فهو أعلم بما يصلحك والأفضل لك، فإن جزء كبير من النظرة السلبية للحياة هي في البعد عن الله وضعف التوكل   عليه. أسأل الله أن يريك الحق حقا ويوفقك لاتباعه ويريك الباطل باطلا ويوفقك لاجتنابه ويجعلك تسعدين في الدنيا والآخرة بكل من حولك.

Total Views: 203

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *