استدرجني في الحديث فأخبرته بخصوصياتي

Loading

السلام عليكم ورحمة الله

أنا فتاة أخاف الله أواجه مشاكل كثيرة مع الأهل وجفاء التعامل أيضا، أتألّم كلّ فترة من تأخّر زواجي،

أفتقد الأمومة وأتمنّى أن يكون معي زوج يسعدني، كلّ مرّة أرى من هنّ في عمري يعشن حياتهن مبسوطات وأطفالهن في أحضانهن فأختنق،

الحمد لله قدّر الله وما شاء فعل.

تواصل معي رجل يقول إنّه صاحب خلق ودين يقرأ القرآن كلّ يوم ويحافظ على الصلاة في المسجد، كان ذلك صدفة عن طريق النت برنامج دردشة، كان يستفسر عن أمور بسيطة فقط ضروريّة

ثمّ فجأة بعد يومين أصبح يفتح مواضيع وحكايات “سوالف” وكنت أصرفه لكنّه يستمرّ، صرنا نتواصل أيّاما ثمّ طلب رقم جوّالي فرفضت، حاول محاولات كثيرة فرفضت أيضا بحجّة أنّه يرسل إليّ بعض الصور والمقاطعثم طلب أن يعرف اسمي فرفضت،

لكن خلال الكلام في الأيام الفائتة كان يستفسر عن الطول والوزن والمظهر الخارجي فكنت أرفض أن أقول أي شيء غير أنّي ذكرت الطول والوزن ولون البشرة والعمر. كان كل مرة يطلب مني شيئا فكنت أكتب له خصوصية، لكن لا أدري لماذا قلت كل ذلك، أحس أني محرجة من نفسي كيف سمحت له،

كان يكتب بعض “السوالف” التي فيها قلّة حياء مثلا يتكلم عن العضو الذكري أو أي شيء من هذا القبيل. كنت أعبّر عن غضبي وأكتب له أنا لا أحب مواضيع مثل كذا، فكان كل مرة يكتب موضوعا يعتبره معلومة أو خلال الكلام أحس أنّه شخص فيه شهوة قوية، لم يكن طبيعيا،

قلت له أنا لا أستطيع الرد أبدًا ولا أريد أن يغضب عليّ ربّي وأهم شيء عندي رضا ربّي، وأغلقت الموضوع. كان يقول لي أنا ما كان غرضي أنّي ألعب أو أغلط، لكن بعد الاستفسار عن المواضيع انسقت وسالفة بعد سالفة انجذبت،.

 أنا الآن متضايقة جدًا ليس من طبعي أن أخطئ أو أترك مجالاً لأحد أو أكوّن علاقات، والله إنّي تبت ولم أرض أن أستمر في شيء يغضب ربّي،

والآن ماذا يقول عني؟ قليلة أدب!

كل مرة أتذكر خطئي أحس بحزن شديد وضيق. أرشدوني ماذا أفعل ؟

الإجابة:

عليكم السلام ورحمة الله :أشكرك على ثقتك بموقع وثبات وأسأل الله أن يوفّقني للردّ عليك الردّ الجميل والمفيد والمقنع لك.

أختي الفاضلة: ما هي الأسباب التي جعلتك تتواصلين مع الرجل السيّئ؟

لقد ذكرتها في أوّل الاستشارة…. (تشتكين من أهلك وجفائهم.) (وتفتقدين أمّك.) (وتنظرين إلى من حولك من المتزوّجات وارتماء أطفالهنّ في أحضانهنّ.) وتفكّرين في زوج المستقبل ومدى سعادتك به.

لا بدّ أوّلاً: أن تسدّي الثغرات التي تفتح لك باب الشرور، بأن توقفي سلسلة الأفكار في كلّ ما ذكرت وما لم تذكري من الآلام والأحلام، فإنّ سلسلة الأفكار وتواردها وابتعاثها يهيّج لديك مشاعر الشوق والهيام، وقد يزيدها تأكيدا متابعة الأشعار والأغاني والرومانسيّات في المسلسلات والأفلام – لا أتّهمك- بل أقول إنّها تزيد الشوق ثباتا والهيام رسوخا، فإن لم تكن لك بها صلة فالحمد لله، وإن كنت ممّن يشاهدها فاحذريها. وممّا يعين على إيقاف الأفكار عدّة أمور.

 الانشغال بأعمال أخرى، فهي خير معين ليوجّه التفكير إلى مواطن أخرى مهمّة في حياتك، فالزواج يا بنيّتي ليس كلّ الحياة بل هو دور من أدوارها، فإذا فُقد دور الزوجة أو الأمّ فهناك أدوار كثيرة لك فأنت عابدة وبنت وأخت و صديقة ومطوّرة لذاتك و مربّية و، و، و، و، كلّ هذه أدوار في حياتك فاهتمّي بها وضعي هدفا وخطّة لكلّ واحد منها، وسأذكر لك بعض الأشغال التي سيكون لك دور فاعل فيها ونفع متعدّ:

• المساهمة الفاعلة والمؤثّرة في إصلاح البيت سواء تربويّا أو تعليميّا.

• وأيضا المشاركة الفاعلة في إعداد وخدمة الأهل بحيث يكون لك الأثر الواضح في ذلك، ورفع مستوى أدائك المهاري فيه مثل تحسين الطبخ والنظافة وغيره،.

• وأيضا الاهتمام بنفسك والرفع من مستواك العلمي كمواصلة التعليم المنهجي كالدراسة مثلا والتثقيف اللامنهجي “كالسماع الهادف والقراءة النافعة والدورات المهاريّة والتطويريّة.

• المشاركة في بعض الأعمال ذات طابع الخدمة الاجتماعيّة كالجمعيّات الخيريّة.

• المشاركة في الدور النسائيّة – تحفيظ القرآن الكريم -، ففيها إشغال ذهنيّ وتقوية للجانب الإيماني والروحي، وإيجاد بيئة جيّدة من الأخوات اللاتي يعنّ على الخيرات.

أختي الفاضلة:إنّ سوء الآخرين وجفاء تعاملهم. ليس عذرا لنا أن نقع في الأخطاء والمساوئ، وأيضا ليس عذرا لنا أن نجعل أخطاءهم تؤثّر على حياتنا، وأيضا ليس عذرا أن نمارس نفس أفعالهم،

فأنت تتعاملين بأخلاقك السامية المستقاة من قيمك الإسلاميّة الراقية، فلا تتنازلي عنها، وليكن شعارك “أخلاقي لا أخلاقكم ” ولعلّك تطّلعين على مقاطع نزّلتها في يوتيوب خاصّة بهذا الجانب.

أختي الفاضلة: احمدي الله أن انتهى بك الطريق إلى هذا المآل، فكم من أخريات وقعن ضحيّة أفكارهنّ وتهيّج عواطفهنّ؟! فاستغلّهنّ “الذئاب” إمّا بتهديد أو ابتزاز أو بالأماني والأوهام التي ينسجونها لهنّ.

أختي الفاضلة: لقد تفضّل الله عليك بأن أنقذك من هذا الصيّاد الخبيث، فلا ترجعي ولا تسلكي نفس الطريق لغلبة الشوق والشهوة واتّقي الله في ذلك، – فليس كلّ مرّة تسلم الجرّة –

و أنت الآن تعيشين بين هموم المستقبل وأحزان الماضي، وقد استعاذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منها ” اللهمّ إنّي أعوذ بك من الهمّ والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال ).رواه البخاري فلا يهمّ المرء إلاّ لأمر مستقبلي فيجد نفسه عاجزا عن فعل الخير ” الهمّ مربوط بالعجز” والمستقبل بيد الله وما بيدنا هو عمل الطاعات والدعاء وثمرة المستقبل بيد الله فقط يهبها لمن يشاء. وما يحزن المرء إلاّ لفوات أو فقدان أمر ماض فيصيبه الكسل عن نفع نفسه وفعل الخير “الحزن مربوط بالكسل

“أختي الفاضلة: انظري إلى الجانب الآخر ولا تنظري إلى جانب واحد، فهناك أزواج سيّئون تذُوق زوجاتهم من الويلات ويتمنّين لو أنّهنّ لم يتزوّجن، وهناك معاناة من بعض الآباء بسبب ضياع أبنائهم. فاسألي الله الزوج الصالح والذرّية الطيّبة. ولعلّ لك في التأخّر خيرا أن جنّبك شرّ الأشرار، وسيسخّر لك الزوج الصالح، إذا اتّخذتِ مفاتيح الرزق الربّانيّة وهي كثيرة معلومة، كالاستغفار والتقوى والصلاة والأمر بها والدعاء والصدقة، وإعانة الضعفاء وصلة الرحم وغيرها ممّا ورد إنّها تجلب الرزق، والزوج نوع من أنواع الرزق.

أختي الفاضلة:انظري إلى الجانب الآخر ولا تنظري إلى جانب واحد، فإنّ النظر لما عند الناس ينسينا النعم التي عندنا وتأمّلي في قوله تعالى: “اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (سورة غافر 61).

تأمّلي كيف يلفت الله انتباهنا للّيل والنهار!!! بينما الكثير منّا لا يستشعر عظمة هذه النعم !!! فيلتفت لما ليس بيده من نعم ويرى الآخرين قد امتلكوا ما لم يمتلك، عندها لا يشكر الله لأنّه لا يرى نعمهُ عليه، ومن لا يشكر الله على نعمه يكفرها.

أختي الفاضلة: استغفري ربّك وتوبي إليه وارجعي وأكثري من فعل الصالحات وترك المنكرات. أسأل الله أن يعينك ويهديك ويسعدك بزوج صالح ويسعده بك ويكثر مالك وولدك ويتمم عليكم السعادة في الدنيا والآخرة.

Total Views: 933

One Response

  1. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    اختي الفاضله
    وصيتي بتقوى الله وذكر الله كثيرا في السراء والضراء والمحافظه على الصلوات الخمس فان من حافظ على صلاته حفظه الله من كل شر وابعد عنه المخاطر و كذلك الاستغفار وقراءه القران وابتعدي عن المسلسلات والأفلام التي تغزو الافكار والخواطر والمشاعر وتبعدنا عن الله. ويجب ان تفهمي يا اختي انه من كان مع الله كان الله معه.
    ثم بعده ذلك عليك ان تتطور من نفسك من الناحيه العلميه وتطور مهاراتك مثلا الاهتمام بالمنزل والطبخ والخياطة وغيرها من الأعمال اليدوية، ويمكنك أن تشتغل بنفسك بأشياء كثيرة. يجب أن تكون شخصاً فعالاً في هذا المجتمع، وليس شخصاً تسيطر عليه الأوهام والأفكار وغير فعال في هذا المجتمع.
    اختي الفاضلة أشكر الله كثيراً أنك لم تقعي في شر هذا الذئب وأن الله أخرجك من هذا المأزق. احمده كثيرا و تذكر دائما ان هناك عقاب وحساب وانظري للأمر من هذا المنظور وما أعده الله لنا في نهاية من النعيم، ولكن جعل لك عقلا تفكري فيه ما هو الطريق الخير وما هو طريق الشر والابتعاد عن الشر ولا تجعلي نفسك فريسه للاوهام

    .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *